حقيقة إسلام الجن على يد رسول الله
والخۏف كان يملأ قلب ابن مسعود ، كونه سيرى أمر لم يرَ أحد مثله من قبل !!!
فوصلوا إلى أعالي جبال مكة ..
واختلف الرواة فمنهم من قال : أن اللقاء كان بالحجون
ومنهم من قال : بأن اللقاء كان بأعلى جبل حراء
لكن المتفق عليه أنها بأعالي الجبال
والجبال بشكل عام من الأماكن التي تسكنها الجنّ وتفضلها ، بالإضافة إلى الصحاري والمناطق الخالية من البشر .
بمعنى أنه النبي رسم خط بالأرض حتى لا يتجاوزه عبدالله بن مسعود مهما حصل وقال له : (لا تخرج منه، فإنك إن خرجت لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة)
ثم انطلق النبي عليه الصلاة والسلام للجانّ ، فشاهد إبن مسعود مشهداً مهيباً
ابن مسعود يقول رأيت رجالًا سود مستثفري ثياباً بيض ( بمعنى رجالًا بشرتهم سوداء وعليهم ثياباً بيضاء )
يقول : طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين ، حتى بقي منهم رهطٌ ( بمعنى بقي منهم عدد أقل من العشرة ) ، فلصقوا بالأرض ، حتى لم يعد يراهم ابن مسعود أبداً ..
واستمر النبي عليه الصلاة والسلام عندهم يعلمهم الدين ويقرأ عليهم القرآن ، وينهاهم عن المنكرات ، واستمر يفعل ذلك حتى الفجر !!
فصلى بهم النبي عليه الصلاة والسلام الفجر ، وبعد أن انتهى من الصلاة جاء له رجلان من الجنّ يسألان النبي عن المتاع ؟
فأمر لهما بالروث والعظم طعاماً ولحماً ، والبعر طعاماً لدوابهم ، ونهى النبيُّ أن يُستنجى بعظمٍ أو روثة ، لأنه طعام الجنّ ( العظم والروث ، والبعر لدوابهم )
ابن مسعود كان يصف هذه الليلة ويقول أنها من أړعپ الليالي التي مرَّ بها في حياته كلها ، لدرجة أنه ظل واقفاً في مكانه ولم يجلس طوال الليل ، خوفاً من أن يجلس فيتجاوز الخط سهواً فتتخطفه الجنّ ويختفي إلى قيام الساعة !!
كون الخط الذي رسمه النبي ليس مسموح لأي إنسي أن يتجاوزه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلّم .
وحسب الروايات فإن النبي عليه الصلاة والسلام شاهد الجنّ على هيأتهم الحقيقية التي خلقهم بها الله
أما ابن مسعود فمختلف ، والأرجح انه لم يشاهدهم على هيأتهم الحقيقية .
تلك كانت ليلة إسلام الجِنّ المذكورة في القرآن الكريم
#درر_الشيخ_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي